بقلم : أحمــد عـز الديـن
أوروبا هي أوروبا.. وكما كتب سيد قطب قبل أكثر من نصف قرن (المجتمع:1540) فإن موقف أوروبا وتلكؤها في الاستجابة لهاتف الحرب ومحاولتها تهدئة الأعصاب الأمريكية الثائرة.. كل أولئك عوامل وقتية للسلام وليست ضمانات حقيقية لهذه البشرية المنكودة الطالع التي تدفع بها إلى المجزرة رؤوسُ الأموال ومطامعها.
ففرنسا وألمانيا وروسيا التي وقفت في وجه الاندفاع الأمريـبريطاني نحو الحرب، لم يلبث أن خفت صوتها وتضاءل، بل على العكس كانت التصريحات مختلفة بعد الحرب، فالرئيس الفرنسي جاك شيراك لم يجد ما يقوله سوى أنه لو استخدم العراق أسلحة الدمار الشامل ضد الغزاة فإن فرنسا ستدخل الحرب ضد العراق!، ودعا وزير خارجيته دومينيك دوفيلبان ـ الذي انتزع التصفيق في مجلس الأمن لموقفه المناهض للحرب ـ دعا دول الشرق الأوسط إلى ما سمّاه «ضبط النفس بصورة تامة» (ولمن نسي نذكر بالطلب السوفييتي لمصر بضبط النفس قبل حرب 1967).
وحول اتخاذ سورية موقفاً مؤيداً للعراق أوضح الوزير الفرنسي أنه «لا شيء أسوأ من اشتعال المنطقة».ولذلك فقد دعا إلى عدم «صب الزيت على النار».
وكشف عن الموقف الخفي لبلاده: «في الحرب نحن نقف إلى جانب حلفائنا: الولايات المتحدة وبريطانيا». وحصر المشكلة في مجرد تقديم الإغاثة للعراقيين، معتبراً أن القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي لاستئناف برنامج النفط مقابل الغذاء تحت السيطرة الأمريكية يدل على «الرغبة في بذل كل(!!) المساعي من أجل تخفيف المعاناة والفظاعات». كما حذر دوفيلبان من خطر الوقوع في «معاداة الولايات المتحدة والغرب»، داعياً إلى «إيجاد وسائل لتجنب هذا الانقسام». وقال «حذار من تأجيج الحساسيات وميزان القوى لأننا قد نشهد فترة سلام قد تكون في نفس درجة المأساة كفترة الحرب». نعم المواقف!!
أما روسيا فقد تعرضت للإهانة أكثر من مرة حين قصفت محيط سفارتها في بغداد، وحتى حين حاول دبلوماسيوها الخروج من بغداد لم تخطئهم الصواريخ الذكية فتعرض موكبهم للقصف، ولم تتعد تصريحات الرئيس بوتين ووزير خارجيته إيفانوف حدود التحذيرات الشفهية. كما لم يتجاوز موقف ألمانيا الاحتجاج على استخدام المسيحية سلاحاً في الحرب.
No comments:
Post a Comment